التفاسير

< >
عرض

عَٰلِمُ ٱلْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَداً
٢٦
-الجن

حقائق التفسير

قال بعضهم: أخفى الحق الغيب عن الخلق فلم يطلع عليه أحدًا من عباده إلاَّ الأولياء على طرف منه بإخبار صدق أو تلقف من الحق والأولياء الأمناء أصحاب الفراسة الصادقة فإنهم ينظرون بنور الغيب فيحكمون على الغيب.
سئل الجنيد عن هذه الآية. فقال: هذا قولى فيه وأنشد يقول:

تحيرت القلوب لذى علوم حقوق بيانها محو الصفات
ستبدى ما توارى عن أناس ويخبر علمها قوم ثقـات
فيا لك مغنهم فصل لوصل صفات لاحقات بالصفات
فمـا لى علم مـاض على وما للحق رفعى فى الذوات

ثم قال: كل علم يشرح فهو عموم وكل عِمْم عُلِّم ولم يشرح فهو خصوص وذلك أن الأوامر مشروحة والحقائق معلومة لأن الأمر منقول والحق مشار إليه من جهة العموم وموجود من جهة الخصوص وهو سماء العموم وهو أرض الخصوص والإشارة وراء ذلك والكل صغير فيها.