التفاسير

< >
عرض

كِتَابٌ مَّرْقُومٌ
٩
-المطففين

حقائق التفسير

قال أبو عثمان المغربىرحمه الله : الكتاب المرقوم هو ما يجرى الله على جوارحك من الخير والشر، رقمها بذلك الرقم فهو لا يخالف ما رقم به وذلك الرقم معلق بالقضاء والقدر، والقدرة تمشيه عليه، ولا رجوع له عن ذلك ولا حيلة له فيه فهو فى ذلك مقدور فى الظاهر غير مقدور فى الحقيقة هذا لعوام الخلق، وأما للخاص والأولياء وأهل الحقائق فإنه رقم الله على كل شىء أوجده لم يشرف على ذلك الرقم من المقربين عرف صاحبه بما رقم به من الولاية، والعداوة فيخبر عنه وهو الإشراق والفراسة كما كان لعمر بن الخطاب كرم الله وجهه حين أخبر النبى صلى الله عليه وسلم قال: "إنه إن كان فى الأمم مكلمون فإن يكن فى أمتى فعمر" أى من أشرف على حقائق الرقم، وعلى معانى الكتاب المرقوم فمن كان بهذه الحالة فهو مكلم من جهة الحق بلا واسطة.