التفاسير

< >
عرض

وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْبُرُوجِ
١
وَٱلْيَوْمِ ٱلْمَوْعُودِ
٢
وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ
٣
-البروج

حقائق التفسير

قال سهلرحمه الله : الشاهد الملائكة، والمشهود الإنسان وقال: الشاهد نفس الروح، والمشهود نفس الطبع.
وقال الواسطىرحمه الله : الشاهد هو، والمشهود الكون، لا يقال متى شهدهم، ولا اتخذت لله شهادة، فحيث كانت الربوبية كانت العبودية، وتصريفًا فى الإيجاد والإبقاء، والإفتاء لهم يحدث لله فى شواهدهم مشاهدة، ولم تحدث له فى أحداث الخلق أحداث، لأنه لا فصل، ولا وصل، والموجود معدوم، والمعدوم موجود، لم يحضرهم آباد وقته، وأحضرهم أحداث أوقاتهم، ولما ثبت المشهود بالشاهد وجب أنه لم يكن عنده مفقودًا أبدًا، ويستحيل أن يكون البارى مفقودًا.
قال ابن عطاء: فى قوله: { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } قال: هو الذى يشهد له بأحواله على أحواله لما كان الحق تولاها فى أزليته قبل أن خلقها ويسرها بتقديره حتى أخرجها إلى الكون بتدبيره كذلك فى صفاته، وأحواله.
قال فارس: كلاهما عائد عليه أى - هو الناظر والمنظور وهو الشاهد لخلقه، والمشاهد لهم بوجود الإيمان وحقائقه.
وقال الواسطىرحمه الله : الشاهد والمشهود أنت كما يقال متى شهد، ولا تحدث لله شهادة.
وقال الخلق مشهودون بما شاهدتم به فى الأزل وبظهورهن ظهر عليهم.
سمعت منصور بن عبد الله يقول: سمعت أبا القاسم البزاز يقول: سمعت ابن عطاء يقول: هو الذى شهد له بأحواله على أحواله.
وقال: الشاهد الحق والمشهود الكون أعدمهم ثم أوجدهم على قوله:
{ { وَمَا كُنَّا عَنِ ٱلْخَلْقِ غَافِلِينَ } [المؤمنون: 17].
قال ابن عطاء: هو الذى يشهد بأحواله على أحواله لما كان تولاها فى أزليته قبل أن خلقها ويسرها بتقديره حتى أخرجها إلى الكون بتدبيره كذلك فى صفاتها وأحوالها فى العرصة والقيامة فيسوقها إلى محشرها كما ساقها فى الأزل والأبد دون غيره فأنطق من شاء فى نيسيره فى الدارين وأخرس من شاء عما شاء بتدبيره فما مضى فى الأزل أجرى فى الأبد، وما أجرى فى الأبد هو ما أمضى فى الأزل عباده والحقيقة لا يقارنها شىء ولا يثبت بإزائها شىء.
وقال الحسين فى قوله: { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } قال: الشاهد العبد، والمشهود عليه أفعاله.
وقيل: الشاهد: أفعال العبد، والمشهود عليه: العبد.
وقيل فى قوله: { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } أن الخلق مشهودون لما شهدهم به قبل خلقهم.