التفاسير

< >
عرض

أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى ٱلإِبْلِ كَيْفَ خُلِقَتْ
١٧
-الغاشية

حقائق التفسير

قال بعضهم: ولنا بهذا الخطاب أنه ليس له آلة ينظر بها إلى عجائب القدرة، ومبادئ العزة، كيف يطمع بهذه الآلة من الإشراف على الحق والعلم به كلاماً وصل إليه مستدلاً عليه بالعقل حتى أيده بالتوفيق، وأمره بالتحقيق، والتوفيق أوصله إليه، والعقل عاجز عن إدراك المكونات.
فكيف لا يعجز عن تصحيح المكون، والأصل فى ذلك أنه لا دليل على الله سواه.
وقال بعضهم: إشارة إلى من رئى إلى نفسه فى الحمل ولم يكن محمولاً كيف خُلِقْتَ؟ أى: كيف ميزت ممن كان محمولاً فى حاله، ووقته.
وقال بعضهم: تعرف إلى العوام بأفعاله بقوله: { أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى ٱلإِبْلِ كَيْفَ خُلِقَتْ }، وتعرف إلى الخواص بصفاته قوله:
{ { أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ ٱلْقُرْآنَ } [النساء: 82]، وتعرف إلى الأنبياء بنفسه بقوله: { { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا } [الشورى: 25]، وتعرف إلى نبينا صلى الله عليه وسلم بأخص التعريف بقوله: { { أَلَمْ تَرَ إِلَىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ ٱلظِّلَّ } [الفرقان: 45].