التفاسير

< >
عرض

وَٱلسَّابِقُونَ ٱلأَوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنْصَارِ وَٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً ذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ
١٠٠
-التوبة

حقائق التفسير

قوله تعالى: { وَٱلسَّابِقُونَ ٱلأَوَّلُونَ مِنَ ٱلْمُهَاجِرِينَ وَٱلأَنْصَارِ } [الآية: 100].
قال ابن عطاء: السابق من سبق له فى الأزل من الحق حسن عناية، فتظهر عليه فى وقت إيجاده أنوار تلك السابقة فإنه ما وصل إليه أحد إلا بعد أن سبق له منه فى الأزل لطف وعناية.
سمعت عبد الله الرازى يقول: سمعت أبا عثمان يقول: هم الذين سبقوا إلى الله بقلوبهم وحسن قصدهم إليه بطاعتهم له، فأفردوا هممهم بذكر الله. والله وفقهم لذلك حتى صارت قلوبهم فارغة من ذكر كل شىء إلا من ذكره.
وقال أيضًا: السابقون إلى الله بصدق القصد إليه.
قال الواسطى رحمة الله عليه: السباق السباق قولاً وفعلاً حذر النفس حسرة المسبوق.
قوله تعالى: { رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ }.
قال جعفر رضى الله عنه: ما كان سبق لهم من الله من عناية وتوفيق، ورضوا عنه بما منَّ عليهم بمتابعتهم لرسوله صلى الله عليه وسلم وقبول ما جاء به، وإنفاقهم الأموال وبذل المهج.
وقال الجنيد رحمة الله عليه: الرضا سرور القلب بمر القضاء، وقال: الرضا باب الله الأعظم.
وقال ابن يزدانيار: رضاء الخلق عن الله بما يتجدد لديهم من ظهور قدرته، ورضاه عنهم أن يوفقهم للرضا عنه.
وقال النصرآباذى: ما رضوا عنه حتى رضى عنهم، فبفضل رضاه عنهم رضوا عنه.