التفاسير

< >
عرض

لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ
١٢٨
-التوبة

حقائق التفسير

قوله تعالى: {لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ} [الآية: 128].
أخبرنا على بن الحسن البلخى قال: حدثنا عبد الله بن عجلان الزنجانى قال: حدثنا أبو عثمان أحمد بن غالب قال: حدثنا أبو عاصم عن بهز بن حكيم عن الحسن عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" "لقد جاءكم رسول من أنفسكم قال: على بن أبى طالب عليه السلام: ما معنى من أنفسكم قال: من أَنْفَسِكُم نفسًا ونسبًا وحسبًا وصهرًا، ليس فى آبائك من لدن آدم سفاح كلنا نكاح"
". قال الخراز: أثبت لنفسك خطرًا حين قال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أنفسكم. قال الحسين: من أجلالكم نفسًا وأعلاكم همة، جاء بالكونين عوضًا عن الحق، وما طغى قلبه عن موافقته.
قال ابن عطاء: نفسه موافقة لا نفس الخلق، خلقه ومباينة لها حقيقة فإنها نفس مقدسة بأنوار النبوة، مريدة بمشاهدة الحقائق ثابتة فى المحل الأدنى والمقام الأعلى
{ مَا زَاغَ ٱلْبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ } [النجم: 17].
قوله تعالى: {عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ}.
قال بعضهم قوله عزيز عليه قال: يشق عليه ركوبكم مراكب الخلاف.
قوله تعالى: {حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ} الآية.
قال ابن عباس: حريص على هدايتكم، لو كانت الهداية إليه مشفق على من اتبعه أن تأتيه نزغة من نزغات الشيطان الرجيم عليه، يستجلب برحمته له رحمة الله إياه.
وقال: حريص عليكم أن تبلغوا محل أهل المعرفة.
قال جعفر الصادق عليه السلام: علم الله عجز خلقه عن طاعته فعرفهم ذلك، لكى يعلموا أنهم لا ينالون الصفو من خدمته وأقام بينه وبينهم مخلوقًا من جنسهم فى الصورة، فقال {لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ} الآية.
وألبسهُ من نعته الرأفة والرحمة وأخرجهُ إلى الخلق سفيرًا صادقًا، وجعل طاعته طاعته وموافقته موافقته فقال:
{ { مَّنْ يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ } } [النساء: 80].