التفاسير

< >
عرض

وَٱلْعَصْرِ
١
إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ
٢
إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْحَقِّ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ
٣
-العصر

لطائف الإشارات

قوله جلّ ذكره: { وَٱلْعَصْرِ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَفِى خُسْرٍ }.
{ وَٱلْعَصْرِ }: الدهر - أقسم به.
ويقال: أراد به صلاة َ العصر. ويقال: هو العَشِيّ.
{ ٱلإِنسَانَ }: أراد به جنْسَ الإنسان. "والخُسْر": الخسران.
والمعنى: إن الإنسان لفي عقوبةٍ من ذنوبه. ثم استثنى المؤمنين فقال:
{ إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْحَقِّ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ }.
الذين أخلصوا في العبادة وتواصوا بما هو حقُّ، وتواصوا بما هو حَسَنٌ وجميلٌ، وتواصوا بالصبر.
وفي بعض التفاسير: قوله: { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } يعني أبا بكر، { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ }: يعني عمر.
و { وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْحَقِّ } يعني عثمان، و{ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ } يعني عليًّا - رضي الله عنهم أجمعين.
والخسرانُ الذي يلحق الإنسان على قسمين: في الأعمال ويتبيَّن ذلك في المآل، وفي الأحوال ويتبيَّن ذلك في الوقت والحال؛ وهو القبضُ بعد البسط، والحجبةُ بعد القربة، والرجوعُ إلى الرُّخَصِ بعد إيثار الأَشَقِّ والأَوْلَى.
{ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلْحَقِّ }: وهو الإيثارُ مع الخَلْق، والصدقُ مع الحقِّ.
{ وَتَوَاصَوْاْ بِٱلصَّبْرِ }: على العافية... فلا صبرَ أَتَمُّ منه.
ويقال: بالصبر مع الله.. وهو أشدُّ أقسام الصبر.