التفاسير

< >
عرض

أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ
١
فَذَلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلْيَتِيمَ
٢
وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ
٣
فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ
٤
ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ
٥
ٱلَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ
٦
وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ
٧
-الماعون

لطائف الإشارات

قوله جلّ ذكره: { أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ }.
نزلت الآية على جهة التوبيخ، والتعجُّبِ من شأن تظلُّم اليتيمِ من الكفار.
فقال: { أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ }، وبالحساب والجزاء؟
{ فَذَلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلْيَتِيمَ }.
يدفعه بجفوة، ويقال: يدفعه عن حقِّه.
{ وَلاَ يَحُضُّ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ }.
أي: لا يَحُثُّ على إطعام المسكين، وإنما يدعُّ اليتيم؛ لأنَّ اللَّهَ تعالى قد نزع الرحمةَ من قلبه
"ولا تنزع الرحمة إلاَّ من قلبِ شقيٍّ" .
وهو لا يحث على طعام المسكين، لأنه في شُحِّ نَفْسِه وأَمْرِ بُخْلِه.
قوله جلّ ذكره: { فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ ٱلَّذِينَ هُمْ عَن صَلاَتِهِمْ سَاهُونَ ٱلَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ }.
السَّاهي عن الصلاة الذي لا يُصَلِّي. ولم يقل: الذين هم في صلاتهم ساهون.. ولو قال ذلك لكان الأمرُ عظيماً.
{ ٱلَّذِينَ هُمْ يُرَآءُونَ }: أي يصلون ويفعلون ذلك على رؤية الناس - لا إخلاصَ لهم.
{ وَيَمْنَعُونَ ٱلْمَاعُونَ }.
الماعون: مثل الماء، والنار، والكلأ، والفأس، والقِدْر وغير ذلك من آلةِ البيت.
ويدخل في هذا: البُخْلُ، والشُّحُّ بما ينفع الخَلْقَ مما هو مُمْكِنٌ ومُسْتَطاع.