التفاسير

< >
عرض

إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ
١
وَرَأَيْتَ ٱلنَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفْوَاجاً
٢
فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَٱسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً
٣
-النصر

لطائف الإشارات

قوله جلّ ذكره: { إِذَا جَآءَ نَصْرُ ٱللَّهِ وَٱلْفَتْحُ }.
النصرُ الظَّفَرُ بالعدوِّ، و { وَٱلْفَتْحُ } فتح مكة.
{ وَرَأَيْتَ ٱلنَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفْوَاجاً }.
يُسْلِمون جماعاتٍ جماعاتٍ.
{ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَٱسْتَغْفِرْهُ }.
أكْثِرْ حَمْدَ ربِّكَ، وصلِّ له، وَقَدِّسْه.
ويقال: صَلِّ شكراً لهذه النعمة.
{ وَٱسْتَغْفِرْهُ } وسَلْ مغفرته.
{ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً }.
لِمَنْ تاب؛ فإنه يقبل توبته.
ويقال: نصرة الله - سبحانه - له بأنْ أفناه عن نَفْسِه، وأبعد عنه أحكامَ البشرية، وصفَّاه من الكدورات النفسانية. وأمَّا "الفتح": فهو أنْ رقَّاه إلى محلِّ الدنو، واستخلصه بخصائص الزلفة، وألبسه لِباسَ الجمع، واصطلمه عنه، كان له عنه، ولنَفْسِه - سبحانه - منه، وأظهر عليه ما كان مستوراً من قَبْلُ من أسرارِ الحقِّ، وعَرَّفَه - من كمال معرفته به - ما كان جميعُ الخَلْقِ متعطشاً إليه.