التفاسير

< >
عرض

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ
١
مَلِكِ ٱلنَّاسِ
٢
إِلَـٰهِ ٱلنَّاسِ
٣
مِن شَرِّ ٱلْوَسْوَاسِ ٱلْخَنَّاسِ
٤
ٱلَّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ
٥
مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ
٦
-الناس

لطائف الإشارات

قوله جل ذكره: { قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ ٱلنَّاسِ }.
أعتصِمْ بربِّ الناسِ خالقِهِم وسيَّدِهم.
{ مَلِكِ ٱلنَّاسِ }.
أي مالكهم جميعهم.
{ إِلَـٰهِ ٱلنَّاسِ }.
القادِر على إيجادهم.
{ مِن شَرِّ ٱلْوَسْوَاسِ ٱلْخَنَّاسِ }.
من حديثِ النَّفْسِ بما هو كالصوتِ الخفيِّ.
ويقال: مِنْ شرِّ الوسواس.
ويقال: من شرِّ الوسوسة التي تكون بين الجِنَّةِ والناس.
"والخنَّاس" الذي يغيب ويخنس عن ذِكْرِ الله. وهو من أوصاف الشيطان.
{ ٱلَّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ }.
قيل: "الناس" يقع لفظها على الجنِّ والإنْسِ جميعاً - كما قال تعالى:
{ وَإِذْ صَرَفْنَآ إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ ٱلْجِنِّ } [الأحقاف: 29] فسمَّاهم نفراً، وكما قال: { يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ ٱلْجِنِّ } [الجن: 6] فسمَّاهم رجالاً.. فعلى هذا استعاذ من الشيطان الذي يوسوس في صدور الناس، والشيطانُ الذي له تسلُّطٌ على الناسِ كالوسواس؛ فللنَّفْس من قِبَلِ العبد هواجسُ، وهواجِسُ النَّفْسِ ووساوسُ الشيطانِ يتقاربان؛ إذ إن يدعو إلى متابعة الشهوة أو الضلالة في الدين أو إلى ارتكاب المعصية، أو إلى الخصال الذميمة - فهو نتيجة الوساوس والهواجس.
وبالعلم يُمَيَّزُ بين الإلهام وبين الخواطِر الصحيحة وبين الوساوس.
(ومما تجب معرفته) أن الشيطان إذا دعا إلى محظورٍ فإن خالَفْتَه يَدَعْ ذلك (ثم) يدعوك إلى معصيةٍ أخرى؛ إذ لا غََرَضَ له إلا الإقامة على دعائك (...) غير مختلفة.