التفاسير

< >
عرض

يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ
٢
-الحج

لطائف الإشارات

لكلٍ ذلك اليومَ شُغْلٌ يستوفيه ويستغرقه، وترى الناس سكارى أي من هَوْلِ ذلك اليوم عقولهم ذاهبة، والأحوال في القيامة وأهوالها غالبة. وكأنهم سكارى وما هم في الحقيقة بسكارى، ولكن عذاب الله شديد، ولشِدَّتِه يحيرهم ولا يبقيهم على أحوالهم. وهم يتفقون في تشابههم بأنهم سُكَارَى، ولكنَّ موجِبَ ذلك يختلف؛ فمنهم مَنْ سُكْرُه لِمَا يُصِيبه من الأهوال، ومنهم من سُكْرُه لاستهلاكه في عين الوصال.
كذلك فَسُكْرُهم اليومَ مختلفٌ؛ فمنهم من سكره سكر الشراب، ومنهم من سكره سكر المحاب. وشتَّان بين سُكْرٍ وسُكْر؛ سُكْرٌ هو سُكْرُ أهلِ الغفلة، وسُكْرٌ هو سُكْرُ أهل الوصلة.