التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ
٣٨
-الحج

لطائف الإشارات

يدفع عن صدورهم نزغاتِ الشيطان، وعن قلوبِهم خطراتِ العصيان، وعن أرواحهم طوارقَ النسيان.
والخيانةُ على أقسام: خيانةٌ في الأموال تفصيلها في المسائل الشرعية, وخيانة في الأعمال، وخيانة في الأحوال؛ فخيانة الأعمال بالرياء والتصنع، وخيانة الأحوال بالملاحظة والإعجاب والمساكنة، وشرُّها الإعجابُ، ثم المساكنةُ وأخفاها الملاحظة.
ويقال خيانة الزاهدين عزوفهم عن الدنيا على طلب الأعواض ليجدوا في الآخرة حُسْنَ المآل.. وهذا إخلاص الصالحين. ولكنه عند خواص الزهاد خيانة؛ لأنهم تركوا دنياهم لا لله ولكن لوجود العِوَض على تركهم ذلك مِنْ قِبَلِ الله.
وخيانةُ العابدين أن يَدَعُوا شهواتِهم ثم يرجعون إلى الرُّخَص، فلو صدقوا في مرماهم لَمَا انحطُّوا إلى الرخص بعد ترقيهم عنها.
وخيانة العارفين جنوحهم إلى وجود مقام، وتطلعهم لمنال منزلة وإكرام من الحق ونوع تقريب.
وخيانة المحبين روم فرحة مما يمسهم من برحاء المواجيد، وابتغاء خرجه مما يَشْتَدُّ عليهم من استيلاء صَدِّ، أو غلبات شوقٍ، أو تمادي أيامِ هَجْرٍ.
وخيانة أربابِ التوحيد أن يتحرك لهم للاختيارِ عِرْقٌ، ورجوعُهم - بعد امتحائِهم عنهم - إلى شظية من أحكام الفَرْقِ، اللهم إلا أن يكونَ ذلك منهم موجوداً، وهم عنه مفقودون.