ظنوه كما كانوا، ولمَّا كانوا بأمثالِهم قد استعانوا فيما عجزوا عنه من أمورِهم، واستحدثوا لأمثالهم واستكانوا - فقد قالوا من غير حُجَّةٍ وتَقَوَلُّوا، ولم يكن لقولهم تحصيل، ولأَساطيرُ الأولين تُرَّهاتُهم التي لا يُدْرَى هل كانت؟ وإن كانت فلا يُعْرَفُ كيف كانت ومتى كانت؟
ثم قال: يا محمد، إن هذا الكتاب - الذي أنزله الذي يعلم السِّرَّ في السماوات والأرض - لا يَقْدِر أحد على الإتيان بمثله ولو تشاغلوا من الوقت الذي أتى به أعداء الدينِ، وهم على كثرتهم مجتهدون في معارضته بما يوجب مساواته؛ فادَّعوا تكذيبه وانقطعت الأعصار وانقضت الأعمال، ولم يأتِ أحدٌ بسورة مثله. فانتفى الرَّيْبُ عن صِدْقهِ، ووَجَبَ الإقرارُ بحقِّه.