أبَى موسى قبولَ ثدِي واحدةٍ ممن عُرِضَ عليهن.. فَمَنْ بالغداة كانوا في اهتمامٍ كيف يقتلونه أمسوا - وهم في جهدهم - كيف يُغَذُّونه!
فلمَّا أعياهم أَمرُه، قالت لهم أخته: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَىٰ أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ}؟ فَقَبِلُوا نصيحتها شفقةً منهم عليه، وقالوا: نعم، فردُّوه إلى أمِّه، فلمَّا وَضَعَت ثَدْيَها في فمه ارتضعها موسى فَسُرُّوا بذلك، وكانوا يَدْعُون أُمَّه حاضنةً ومرضعةً.. ولم يُضِرْها، وكانوا يقولون عن فرعون: إنه أبوه.. ولم ينفعه ذلك!
ولمَّا أخذته أمُّه علمت بتصديق الله ظنها، وسكن عن الانزعاج قلبُها، وجرى من قصة فرعون ما جرى.