التفاسير

< >
عرض

ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ
٤
-السجدة

لطائف الإشارات

وتلك الأيام خَلَقَها مِنْ خَلْقٍ غير الأيام، فليس من شرط المخلوق ولا من ضرورته أن يخلقه في وقتٍ؛ إذ الوقتُ مخلوقٌ في غير الوقت وكما يستغنى في كونه مخلوقاً عن الوقت استغنى الوقتُ عن الوقت.
{ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ }: ليس للعرش من هذا الحديث إلا هذا الخبر، { ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } ولكن القديم ليس له حدٌّ، استوى على العرش لكن لا يجوز عليه القرب بالذات ولا البُعْد، استوى على العرش ولكنه أشدُّ الأشياء تَعَطُّشاً إلى شظية من الوصال لو كان للعرش حياة؟، ولكنَّ العرشَ جمادٌ.. وأَنَّى يكون للجماد مراد؟! استوى على العرش لكنه صَمَدٌ بلا نِدٍّ، أَحَدٌ بلا حَدٍّ.
{ مَا لَكُمْ مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ شَفِيعٍ }: إذا لم يُردْ بكم خيراً فلا سماءَ عنه تُظِلُّكم، ولا أرضَ بغير رضاه تُقِلُّكم، ولا بالجواهر أحدٌ يناصركم، ولا أحدَ - إذا لم يُعْنَ بشأنكم في الدنيا والآخرة - ينظر إليكم.