التفاسير

< >
عرض

إِنَّا سَخَّرْنَا ٱلجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِٱلْعَشِيِّ وَٱلإِشْرَاقِ
١٨
وَٱلطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَّهُ أَوَّابٌ
١٩

لطائف الإشارات

كان داود يُسَبِّح، والجبالُ تُسَبِّح، وكان داود يفهم تسبيحَ الجبالِ على وجهِ تخصيصٍ له بالكرامة والمعجزة.
وكذلك الطير كانت تجتمع له فتسبِّح الله، وداود كان يعرف تسبيحَ الطير؛ وكلُّ مَنْ تَحقَّقَ بحاله ساعَدَه كلُّ شيءٍ كان بقُرْبِه، ويصير غيرُ جِنْسِه بحُكْمِه، وفي معناه أنشدوا:

رُبَّ ورقاءَ هتوفٍ بالضُّحى ذات شجـــوٍ صَـــرَخَتْ فــي فَنَنِ
ذَكَـــرَتْ إلفــاً ودهـــراً صالــحــاً وبَكَــتْ شــوقاً فهاجَــتْ حَــــزَني
فبُكـــــائي رُبَّمــــا أَرَّقَــــهـــــا وبكــــاهــــا ربمـــا أَرَّقنـــي
ولقد تشكو فمــا أفهمهـــــا ولقد أشكـــو فما تفهمـــني
غير أني بالجوى أعرفهـــا وهي أيضاً بالجوى تعرفني