التفاسير

< >
عرض

وَهُوَ ٱلَّذِي يَقْبَلُ ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُواْ عَنِ ٱلسَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ
٢٥
-الشورى

لطائف الإشارات

{ وَيَعْفُواْ عَنِ ٱلسَّيِّئَاتِ } الألف واللام للجنس مطلقاً، وهي هنا للعهد؛أي تلك السيئات التي تكفي التوبةُ المذكورةُ في الشريعة لقبولها؛ فإنه يعفو عنها إذا شاء. { وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ }: من الأعمال على اختلافها.
وهو "الذي"..: الذي من الأسماء الموصولة التي لا يتم معناها إلا بِصِلَةٍ، فهو قد تعرَّف إلى عباده على جهة المدح لنفسه بأنه يقبل توبة العبد؛ فالزَّلّةُ - وإن كانتْ توجِبُ للعبد ذميمَ الصِّفَةِ - فإنَّ قبولَها يوجِبُ للحقِّ حميدَ الاسم.
ويقال: قوله: "عباده" اسم يقتضي الخصوصية (لأنه أضافه إلى نفسه) حتى تمنَّى كثير من الشيوخ أن يحاسبه حسابَ الأولين والآخرين لعلّه يقول له: عبدي. ولكن ما طلبوه فيما قالوه موجود في { ٱلتَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ }؛ وإذاً فلا ينبغي لهم أن يتمنوا كذلك، وعليهم أن أن يتوبوا لكي يَصِلوا إلى ذلك.
ويقال لمَّا كان حديثُ العفوِ عن السيئات ذكَرَها على الجمع والتصريح فقال: { وَيَعْفُواْ عَنِ ٱلسَّيِّئَاتِ }. ثم لمَّا كان حديثُ التهديد قال: { وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } فذكره على التلويح؛ فلم يقل: ويعلم زلَّتك - بل قال ويعلم "ما" تفعلون، وتدخل في ذلك الطاعةُ والزّلةُ جميعاً.