التفاسير

< >
عرض

وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْحُبُكِ
٧
إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ
٨
يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ
٩
-الذاريات

لطائف الإشارات

{ ذَاتِ ٱلْحُبُكِ } أي ذات الطرائق الحسنة - وهذا قَسَمٌ ثانٍ، وجوابه: { إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ } يعني في أمر محمدٍ صلى الله عليه وسلم فأحدهم يقول: إنه ساحر، وآخر يقول: مجنون، وثالث يقول: شاعر... وغير ذلك.
والإشارة فيه إلى القسم بسماء التوحيد ذات الزينة بشمس العرفان، وقمر المحبة، ونجوم القُرب... إنكم في باب هذه الطريقة لفي قولٍ مختلف؛ فَمِنْ مُنْكِرٍ يجحد الطريقة, ومِنْ مُعترِضٍ يعترض على أهلها يتوهَّم نقصانهم في القيام بحق الشريعة، ومن متعسِّفٍ لا يخرج من ضيق حدود العبودية ولا يعرف خبراً عن تخصيص الحقِّ أولياءَه بالأحوال السنية، قال قائلهم:

فد سَحبَ الناسُ أذيــال الظنــون بنا وفَرَّقَ الناسُ فينا قولهم فِرقَا
فكاذبٌ قد رمى بالظــنِّ غَيْرتكــم وصادقٌ ليس يدري أنه صَدَقَا

قوله جل ذكره: { يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ }.
أي يُصْرَفُ عنه مَنْ صُرِف، وذلك أنهم كانوا يصدُّون الناسَ عنه ويقولون: إنه لمجنون.