التفاسير

< >
عرض

وَٱلطُّورِ
١
وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ
٢
فِي رَقٍّ مَّنْشُورٍ
٣
وَٱلْبَيْتِ ٱلْمَعْمُورِ
٤
وَٱلسَّقْفِ ٱلْمَرْفُوعِ
٥
وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ
٦
إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ
٧
مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ
٨
-الطور

لطائف الإشارات

قوله جلّ ذكره: { وَٱلطُّورِ وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَّنْشُورٍ }.
أقسم الله بهذه الأشياء (التي في مطلع السورة)، وجواب القَسَم قوله: { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ }. والطورُ هو الجبلُ الذي كُلِّم عليه موسى عليه السلام؛ لأنه مَحَلُّ قَدَم الأحباب وقتَ سماع الخطاب. ولأنه الموضعُ الذي سَمِعَ فيه موسى ذِكْرَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم وذِكْرَ أُمَّته حتى نادانا ونحن في أصلاب آبائنا فقال: أعطيتكم قبل أن تَسألوني { وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ } مكتوب في المصاحف، وفي اللوح المحفوظ.
وقيل: كتاب الملائكة في السماء يقرؤون منه ما كان وما يكون.
ويقال: ما كتب على نفسه من الرحمة لعباده.
ويقال ما كتب من قوله:
"سبقت رحمتي غضبي" .
ويقال: هو قوله: { وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي ٱلزَّبُورِ مِن بَعْدِ ٱلذِّكْرِ أَنَّ ٱلأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ ٱلصَّالِحُونَ } [الأنبياء: 105].
ويقال: الكتاب المسطور فيه أعمال العباد يُعْطَى لعباده بأَيْمانهم وشمائلهم يوم القيامة. { فِي رَقٍّ مَّنْشُورٍ } يرجع إلى ما ذكرنا من الكتاب.
{ وَٱلْبَيْتِ ٱلْمَعْمُورِ }.
في السماء الرابعة ويقال: هو قلوب العابدين العارفين المعمورة بمحبته ومعرفته. ويقال: هي مواضع عبادتهم ومجالس خلواتهم. وقيل: الكعبة.
{ وَٱلسَّقْفِ ٱلْمَرْفُوعِ }.
هي السماء. وقيل سماء هِمَمِهم في الملكوت.
{ وَٱلْبَحْرِ ٱلْمَسْجُورِ }.
البحار المملوءة.
أقسم بهذه الأشياء: { إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ } وعذابُه في الظاهر ما توعَّدَ به عبادَه العاصين، وفي الباطن الحجابُ بعد الحضور، والسترُ بعد الكشف، والردُّ بعد القبول.
{ مَّا لَهُ مِن دَافِعٍ }.
إذا رَدَّ عَبْداً أَبرمَ القضاءَ بردِّه:

إذا انصرفت نفسي عن الشيء لم تكن إليه بوجه آخَر - الدهر - تُقْبِلُ