لهم بساتين وأنهار، والجمعُ إذا قوبل بالجمع فالآحادُ تُقابَلُ بالآحاد.
فظاهرُ هذا الخطاب يقتضي أن يكون لكل واحدٍ من المتقين جنةٌ ونَهْرٌ.
{ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ }: أي في مجلس صِدْقٍ.
{ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ }: أراد به عِنْديََّةَ القُرْبة والزلفة.
ويقال: مقعد الصدق أي مكان الصدق، والصادق في عبادته مَنْ لا يتعبَّدُ على
ملاحظة الأطماع ومطالعة الأعواض.
ويقال: مَنْ طلب الأعواض هَتَكَتْه الأطماع، ومَنْ صَدَقَ في العبوديَّة تحرَّرَ عن
المقاصد الدَّنِيَّة.
ويقال: مَنْ اشتغل بالدنيا حَجَبَتْه الدنيا عن الآخرة، ومَنْ أَسَرَه نعيمُ الجنة حُجِبَ
عن القيامة بالحقيقة، ومَنْ قام بالحقيقة شُغِلَ عن الكوْن بجملته.