التفاسير

< >
عرض

كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِي ٱلأَيَّامِ ٱلْخَالِيَةِ
٢٤
وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَٰبِيَهْ
٢٥
وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ
٢٦
يٰلَيْتَهَا كَانَتِ ٱلْقَاضِيَةَ
٢٧
-الحاقة

لطائف الإشارات

{ كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيئَاً بِمَآ أَسْلَفْتُمْ فِي ٱلأَيَّامِ ٱلْخَالِيَةِ }.
ويقال لهؤلاء: اسمعوا واشهدوا... اسمعوا منَّا... وانظروا إلينا، واستأنِسوا بقُرْبنا، وطالعوا جمالَنا وجلالَنا... فأنتم بنا ولنا.
قوله جلّ ذكره: { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يٰلَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَٰبِيَهْ وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ يٰلَيْتَهَا كَانَتِ ٱلْقَاضِيَةَ }.
هناك - اليومَ - أقوامٌ مهجورون تتصاعد حسراتُهم، ويتضاعف أنينُهم - ليلَهم ونهارَهم - فليلُهم ويلٌ ونهارهم بُعَاد؛ تكدَّرتْ مشاربُهم، وخربت أوطانُ أُنْسِهم، ولا بكاؤهم يُرْحَم، ولا أنينُهم يُسْمَع... فعِنْدَهم أنهم مُبْعَدون... وهم في الحقيقة من اللَّهِ مرحومون، أسبلَ عليهم السترَ فَصَغَّرَهم في أعينهم - وهم أكرمُ أهل القصة! كما قالوا:

لا تُنْكِرنْ جحدي هواكَ فإنما ذاك الجحودُ عليك سترٌ مُسْبَلُ