التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً
١٩
إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعاً
٢٠
وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ مَنُوعاً
٢١
إِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ
٢٢
ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ
٢٣
وَٱلَّذِينَ فِيۤ أَمْوَٰلِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ
٢٤
لِّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ
٢٥
وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ
٢٦
-المعارج

لطائف الإشارات

قوله جلّ ذكره: { إِنَّ ٱلإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً }.
وتفسيره ما يتلوه:
{ إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ مَنُوعاً }.
والهََلَعُ شِدَّةُ الْحِرِصِ مع الجزع. ويقال هلوعاً: متقلِّباً في غمرات الشهوات.
ويقال: يُرْضيه القليلُ ويُسْخِطه اليسير.
ويقال: عند المحنه يدعو، وعند النعمة ينسى ويسهو.
{ إِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ }.
استثنى منهم المصلين - وهم الذين يُلازِمون أبداً مواطنَ الافتقار؛ مِنْ صَلِيَ بالمكان.
{ وَٱلَّذِينَ فِيۤ أَمْوَٰلِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ لِّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ }.
وهم المُتَكفِّف والمُتَعَفِّف.
وهم على أقسام: منهم مَنْ يُؤْثر بجميع مالِه؛ فأموالُهم لكلِّ مَنْ قَصَدَ، لا يخصُّون سائِلاً من عائل. ومنهم مَن يعطي ويمسك - وهؤلاء منهم - ومنهم مَنْ يرى يَدَه يَدَ الأمانه فلا يتكلِّف باختياره، وإنما ينتظر ما يُشَار عليه به من الأمر؛ إِمَّا بالإمساك فيقف أو ببذْلِ الكُلِّ أو البعضِ فيستجيب على ما يُطَالَبُ به وما يقتضيه حُكْمُ الوقت... وهؤلاءِ أَتَمُّهُم.
{ وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ }.
وأماراتهُم الاستعدادُ للموتِ قبل نزوله، وأن يكونوا كما قيل:

مستــوفزون على رِجْلٍ كأَنهمـــو فقــد يـريــدون أن يمضــوا فيرتحلــوا