قوله جلّ ذكره: { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ }.
أي: مرتهنة بما عملت، ثم استثنى:
{ إِلاَّ أَصْحَابَ ٱلْيَمِينِ }.
فقال: إنهم غير مرتهنين بأعمالهم، ويقال: هم الذين قال الله تعالى في شأنهم:
"هؤلاء في الجنة ولا أُبالي"!
وقيل: أَطفال المؤمنين.
{ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَآءَلُونَ عَنِ ٱلْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ ٱلْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ ٱلْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلُخَآئِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ }.
هؤلاء يتساءلون عن المجرمين، ويقولون لأهل النار إذا حَصِلَ لهم إشرافٌ
عليهم: { مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ }؟ { قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ ٱلْمُصَلِّينَ } ألم نكُ نُطْعِمُ المسكين؟
وهذا يدل على أنَّ الكفارَ مُخَاطَبون بتفصيل الشرائع.
{ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ ٱلُخَآئِضِينَ }: نشرع في الباطل، ونكذِّب بيوم الدين.