قوله جلّ ذكره: { وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ }.
{ بَاسِرَةٌ }: أي كالحةٌ عابسة. { فَاقِرَةٌ } أي: داهية وهي بقاؤهم في النار عَلَى التأييد. تظن أن يخلق في وجوههم النظر.
ويحتمل أن يكون معنى { تَظُنُّ }: أي يخلق ظنَّا في قلوبهم يظهر أَثَرُه على وجوههم.
{ كَلاَّ إِذَا بَلَغَتِ ٱلتَّرَاقِيَ وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ وَظَنَّ أَنَّهُ ٱلْفِرَاقُ وَٱلْتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمَسَاقُ }.
أي ليس الأمر على ما يظنون؛ بل إِذا بلغت نفوسُهم التراقيَ، { وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ }.
أي يقول مَنْ حولَه: هل أحدٌ يَرْقِيه؟ هل طبيبٌ يداويه؟ هل دواءٌ يشفيه؟
ويقال: مَنْ حَوْله من الملائكة يقولون: مَنْ الذي يَرْقى برُوحه؛ أملائكةُ الرحمة أو ملائكة العذاب؟.
{ وَظَنَّ أَنَّهُ ٱلْفِرَاقُ }: وعلم الميت أنه الموت!.
{ وَٱلْتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ }: ساقا الميت. فتقترِنُ شِدَّةُ آخرِ الدنيا بشدَّة أوَّلِ الآخرة.
{ إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمَسَاقُ } أي الملائكةُ يسوقون روحَه إلى الله حيث يأمرهم بأن يحملوها إليه: إِمّا إلى عليين - ثم لها تفاوت درجَات، وإِمّا إلى سجِّين - ولها تفاوت دَرَكات.
ويقال: الناسُ يُكَفًِّنون بَدنَ الميت ويغسلونه، ويُصَلُّون عليه.. والحقُّ سبحانه يُلْبِسُ روحَه ما تستحق من الحُلَلِ، ويغسله بماء الرحمة، ويصلي عليه وملائكتُه.