التفاسير

< >
عرض

لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ
٣٧
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ
٣٨
ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ
٣٩
وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ
٤٠
تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ
٤١
أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَفَرَةُ ٱلْفَجَرَةُ
٤٢
-عبس

لطائف الإشارات

{ لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ }.
لا يتفرَّغ إلى ذاك، ولا ذاك إلى هذه. كذلك قالوا: الاستقامةُ أَنْ تشهدَ الوقتَ قيامةً، فما من وليٍّ ولا عارفٍ إلاَّ وهو - اليومَ - بقلبه يَفِرُّ من أخيه وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه.
فالعارفُ مع الخَلْق ولكنه يُفَارقهم بقلبه - قالوا:

فلقــد جعلتــك فـي الفــــؤادِ مُحَــدِّثي وأَبَحْــــتُ جسمـــي مَنْ أراد جلـوســي

قوله جلّ ذكره: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُّسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ }.
وسببُ استبشارهم مختلفٌ؛ فمنهم مَنْ استبشاره لوصوله إلى جنَّته، ومنهم لوصوله إلى الحور العين من حظيته... ومنهم ومنهم، وبعضهم لأنه نظر إِلى ربِّه فرآه.
{ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْكَفَرَةُ ٱلْفَجَرَةُ }.
وهي غَبَرةُ الفُسَّاق. { تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ }. وهي ذُلُّ الحجاب.