التفاسير

< >
عرض

هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْغَاشِيَةِ
١
وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ
٢
عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ
٣
تَصْلَىٰ نَاراً حَامِيَةً
٤
تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ
٥
لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ
٦
لاَّ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِن جُوعٍ
٧
-الغاشية

لطائف الإشارات

قوله جلّ ذكره: { هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْغَاشِيَةِ }.
"الغاشية" المُجَلَّلَةُ، يريد بها القيامة تَغْشَى الخَلْقَ، تَغْشَى وجوهَ الكفَّار.
{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ تَصْلَىٰ نَاراً حَامِيَةً }.
وجوهٌ - إذا جاءت القيامة - خاشعة أي ذليلة. عاملة ناصبة: النَّصَب التعب.
جاء في التفسير: أنهم يُجَرُّون على وجوههم.
{ تَصْلَىٰ نَاراً حَامِيَةً } تلزم ناراً شديدة الحرِّ.
ويقال: "عاملة" في الدنيا بالمعاصي، "ناصبة" في الآخرة بالعذاب.
ويقال: "ناصبة" في الدنيا "عاملة" لكن من غير إخلاص كعمل الرهبان، وفي معناه عملُ أهل النفاق.
{ تُسْقَىٰ مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ }.
تناهى حَرُّها.
{ لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلاَّ مِن ضَرِيعٍ لاَّ يُسْمِنُ وَلاَ يُغْنِي مِن جُوعٍ }.
نَبْتٌ ينمو بالحجاز له شَوْكٌ، وهو سمٌّ لا تأكله الدواب، فإذا أكلوا ذلك في النار يُغَصُّون، فَيُسْقَوْنَ الزقُّوم.
وإن اتصافَ الأبدانِ - اليومَ - بصورة الطاعات مع فَقْدِ الأرواح وجدانَ المكاشفات (وفقدِ) الأسرارِ أنوارَ المشاهدات، (وفقدِ) القلبِ الإخلاصَ والصدق في الاعتقادات لا يجدي خيراً، ولا ينفع شيئاً - وإنما هي كما قال: { عَامِلَةٌ نَّاصِبَةٌ }.