التفاسير

< >
عرض

فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ
٥
وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ
٦
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ
٧
وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَٱسْتَغْنَىٰ
٨
وَكَذَّبَ بِٱلْحُسْنَىٰ
٩
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ
١٠
وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّىٰ
١١
إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ
١٢
وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَٱلأُولَىٰ
١٣
فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّىٰ
١٤
لاَ يَصْلَٰهَآ إِلاَّ ٱلأَشْقَى
١٥
ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ
١٦
وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلأَتْقَى
١٧
ٱلَّذِى يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ
١٨
-الليل

لطائف الإشارات

قوله جل ذكره: { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَىٰ }.
{ فَأَمَّا مَنْ أَعْطَىٰ وَٱتَّقَىٰ } من مالِه، { وَٱتَّقَىٰ } مخالفةَ ربِّه..
ويقال: { أَعْطَىٰ } الإنصافَ من نَفْسِه، { وَٱتَّقَىٰ } طَلَبَ الإنصافِ لنفسِه...
ويقال: "اتقى" مساخِطَ الله. { وَصَدَّقَ بِٱلْحُسْنَىٰ }: بالجنة، أو بالكَرَّةِ الآخرة، وبالمغفرةِ لأهل الكبائر، وبالشفاعة من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبالخَلَفِ من قِبَل الله... فسَنُيَسِّرهُ لليُسْرَى: أي نُسَهِّلُ عليه الطاعاتِ، ونُكَرِّهُ إليه المخالفاتِ، ونُشَهِّي إليه القُرَبَ، ونُحبِّبُ إليه الإيمان، ونُزَيِّن في قلبه الإحسان.
ويقال: الإقامة على طاعته والعود إلى ما عمله من عبادته.
{ وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَٱسْتَغْنَىٰ وَكَذَّبَ بِٱلْحُسْنَىٰ فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَىٰ }.
أما من مَنَعَ الواجبَ، واستغنى في اعتقاده، وكَذَّب بالحسنى: أي بما ذَكَرْنا، فسينسره للعسرى؛ فيقع في المعصية ولم يُدَبِّرْها، ونوقف له أسبابَ المخالفة.
ويقال: "أعطى" أعْرَضَ عن الدارين، "واتَّقى" أن يجعل لهما في نفسه مقداراً.
قوله جل ذكره: { وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّىٰ }.
يعني: إذا مات.. فما الذين يغني عنه ماله بعد موته؟
قوله جل ذكره: { إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ }.
لأوليائنا، الذين أرشدناهم. ويقال: { إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ } بنصيب الدلائل.
{ وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَٱلأُولَىٰ }.
مُلْكاً، نعطيه من نشاء.
{ فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّىٰ }.
أي: تتلظَّى.
{ لاَ يَصْلاَهَآ إِلاَّ ٱلأَشْقَى }.
أي: لا يُعَذَّبُ بها إلاَّ الأشقى، وهو:
{ ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ }.
يعني: كَفَرَ.
{ وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلأَتْقَى ٱلَّذِى يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ }.
يُعْطى الزكاة المفروضة.
ويقال يَتَطهَّر من الذنوب.
ونزلت الآية في أبي بكر رضي الله عنه، والآية عامة.