التفاسير

< >
عرض

وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلأُولَىٰ
٤
وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ
٥
أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَىٰ
٦
وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَىٰ
٧
وَوَجَدَكَ عَآئِلاً فَأَغْنَىٰ
٨
-الضحى

لطائف الإشارات

{ وَلَلآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ ٱلأُولَىٰ }.
أي: ما يعطيك في الآخرة خيرٌ لَكَ مما يعطيك في الدنيا.
ويقال: ما أعطاك من الشفاعة والحوض، وما يُلْبِسُك من لباس التوحيدِ - غداً - خيرٌ مما أعطاكَ اليومَ.
{ وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ }.
قيل: أفترضى بالعطاء عن المُعْطِي؟ قال: لا.
قوله جل ذكره: { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَىٰ }.
قيل: إلى عمِّه أبي طالب.
ويقال: بل آواه إلى كَنَفِ ظِلِّه، وربَّاه بلطف رعايته.
ويقال: فآواكَ إلى بِساطِ القربة بحيث انفردْتَ بمقامِك، فلم يُشَارككْ فيه أحدٌ.
{ وَوَجَدَكَ ضَآلاًّ فَهَدَىٰ }.
أي: ضللْتَ في شِعابِ مكة، فَهَدَى إليك عَمَّك أبا طالبٍ في حال صباك.
ويقال: "ضالاً" فينا متحيِّراً.. فهديناك بنا إلينا.
ويقال: "ضالاً" عن تفصيل الشرائع؛ فهديناك إليها بأن عرَّفناك تفصيلها.
ويقال: فيما بين الأقوام ضلالٌ فهداهم بك.
وقيل: "ضالاً" للاستنشاء فهداك لذلك.
وقيل: "ضالاً" في محبتنا، فهديناك بنور القربة إلينا.
ويقال: "ضالاً" عن محبتي لك فعرَّفتك أنِّي أُحِبُّك.
ويقال: جاهلاً بمحلِّ شرفِكَ، فعرَّفْتُك قَدْرَكَ.
ويقال: مستتراً في أهل مكة لا يعرفك أحدٌ فهديناهم إليك حتى عرفوك.
{ وَوَجَدَكَ عَآئِلاً فَأَغْنَىٰ }.
في التفسير: فأغناكَ بمال خديجة.
ويقال: أغناك عن الإرداة والطلب بأن أرضاك بالفَقْد.
ويقال: أغناك بالنبوَّة والكتاب. ويقال: أغناك بالله.
ويقال: أغناك عن السؤال حينما أعطاك ابتداءً؛ بلا سؤالٍ منك.