التفاسير

< >
عرض

ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ
١
خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ
٢
ٱقْرَأْ وَرَبُّكَ ٱلأَكْرَمُ
٣
ٱلَّذِى عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ
٤
عَلَّمَ ٱلإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ
٥
كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ
٦
أَن رَّآهُ ٱسْتَغْنَىٰ
٧
-العلق

لطائف الإشارات

قوله جلّ ذكره: {ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ}.
هذه السورة من أَوّلِ ما نَزَل على المصطفى صلى الله عليه وسلم لمّا تعرِّض له جبريل في الهواء، ونَزَلَ عليه فقال: {ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ}. فالناسُ كُلُّهم مريدون - وهو صلى الله عليه وسلم كان مُرَاداً. فاستقبل الأمر بقوله: "ما أنا بقارئ، فقال له: اقرأ، فقال: ما أنا بقارئ، فقال له: "اقرأ كما أقول لك؛ {ٱقْرَأْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلَّذِي خَلَقَ}" أي خلقهم على ما هم به.
{خَلَقَ ٱلإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ}.
العَلَق جمع عَلَقَة؛ كشجَرٍ وشجرة.. (والعَلَقَةُ الدمُ الجامد فإذا جرى فهو المسفوح).
{ٱقْرَأْ وَرَبُّكَ ٱلأَكْرَمُ}.
"الأكرم": أي الكريم.
ويقال: الأكرم من كلِّ كريم.
{ٱلَّذِى عَلَّمَ بِٱلْقَلَمِ عَلَّمَ ٱلإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}.
عَلَّمهم ما لم يعلموا: الضروريَّ، والكسبيَّ.
{كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ أَن رَّآهُ ٱسْتَغْنَىٰ}.
أي: يتجاوز جَدَّه إِذا رأى في نفسه أنه استغنى؛ لأنه يَعْمَى عن مواضع افتقاره. ولم يقل: إِن استغنى بل قال: {أَن رَّآهُ ٱسْتَغْنَىٰ} فإذا لم يكن مُعْجَباً بنفسه، وكان مشاهداً لمحلِّ افتقاره - لم يكن طاغياً.