التفاسير

< >
عرض

مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ
١٥
أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ ٱلنَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
١٦
-هود

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { مَن كَانَ يُرِيدُ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ } اخبر الله سبحانه اهل الرياء والسمعة الذين لا يريدون من اعمالهم الا الترفع والجاه والزينة والمال وهم عن الاخرة بها محجوبون ولو ذاقوا لهم رؤية الاخرة وجاء اهل المعرفة التفتوا الى حظوظ انفسهم ومع ذلك اعطاهم الله ما يحجبهم عنه فى الدنيا والاخرة ولا تظن يا خى ان العارف المتمكن اذا باشر الدنيا وزينتها هو من جملتهم انه يريد الله برغبة المعرفة والشوق ويريد الدنيا للكفاف والعقاب يرزقه الله حياة حسنة طيبة بانه يجعل الدنيا خادمه له فيخله فى عين الخلق وترفع هيبته فى قلوب الناس قال الله فلنحيينه حياة طيبة وقال عليه السلام من احسن فقد وقع اجره على الله فى عاجل الدنيا واجل الاخرة وليس كالمرايين الذين جعلهم الله محرومين عن شرف الاخرة بقوله { أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي ٱلآخِرَةِ إِلاَّ ٱلنَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ } قال ابو بكر الوراق الحياة الدنيا هى ارتكاب الامانى واتباع الشهوات والجولان فى ميادين الامال والغفلة عن بغتة الاجاغل وجمع ما فيها من الاموال من وجوه الحرام والحلال فى زينة الدنيا هى ما اظهر الله فيها من انواع العلائق التى اخبر الله عنها بقوله زين للناس حب الشهوات الاية وتصديق ما ذكرنا من وصف العارفين والمرايين.