التفاسير

< >
عرض

مِن شَرِّ ٱلْوَسْوَاسِ ٱلْخَنَّاسِ
٤
ٱلَّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ
٥
مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ
٦
-الناس

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ مِن شَرِّ ٱلْوَسْوَاسِ } للوسوسة مراتب الاولى هو اجس النفس الامارة والثانية رسوسة الشيطان والثالثة وسوسة جنود القهريات وموضع هذه الوساوس الصدر لان القلب موضع العقل والروح اللطيفة والتجلى والخطاب والمشاهدة وهو مصؤن برعاية الحق فاما وسوسة النفس فيكون فى طلب الشهوات والحظوظ ما سورة الشيطان فيكون فى الكفر والبدع ------القهر فيذر وسوسة النفس والشيطان القاه الحق فى رياض الصدور ----------------بهذه الوساوس عن مشاهدة الكل فيكشف عن قلوبهم صدورهم عن الوساوس ------ذلك قوله { ٱلْخَنَّاسِ ٱلَّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ ٱلنَّاسِ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ } ثم بين ان الوسوسة تاتى من الشيطان تارة -----------ان يوسوس فى صدره من غلبة نور التوفيق والمشاهدة وظهارة الكفر وصفاء الذكر وعار عليه فى مقامه غراه بعض شياطين الانس ويجعوه بلسانه الى بعض الشهوات او البدع والاهواء فيوقعه الى الحجاب فامر الله حيبيه ان يستعيذ به من وسوسة شياطين الانس والجن الذى وصفهم بالله بقوله شياطين الانس والجن يوحى بعضهم الى بعض زخرف القول غرورا واحذر يا صاحبى من ----الوساوس اعرف شانها واصلها وفرعها فان الوساوس تاتيك فى جميع المقامات وفى بعض المواجيد والاحوال فينبغى ان تعرف مكائد واسلحته ومواقعه ووساوسه واستعن بالله فى جوابه ------ مقام مشاهدة الخلق بالحق ويغنى عنك بشريتك واوصافها ويكون نورا بنوره مقدسا بقدس عن كل خاطر عارض فان عرفت حقيقة ما ذكرتك فصرت اماما للمتقدمين وسراجا للمتقدسين قال عمر المكر الوسواس من وجهين من النفس والعدو وفوساوس النفس المعاصى الذى يوسوس فيها العدو وكلها غير صعى فان النفس لا يسوس بها احدهما التشكيك والأخر بقوله عل الله بغير علم قالا لله فى وصل الشيطان ------بالسوء والفاحشة وان تقولوا على الله ما لاتعلمون وقال يحيى بن معاذ الوسوسة بذر الشيطان فان لم يقصد ارضاء باوضاع بذرة وان اعطيته الارض والماء بذر فيها فسئل ما الارض والماء اشبع ارضه والنوم مائه وقال يحيى انما هو جسم وروح وقلب وصدر وشغاف وفواد فالجسم بحر الشهوات قال الله ان النفس لامارة بالسوء والروح بحر المناجاة والصدر بحر الوساوس قال الله تعالى الذى يوسوس فى صدور الناس والشفاف بحر المحبة قال الله تعالى قد شغفها صاحبا والفواد بحر الرؤية قال الله تعالى ما كذب ما راى وتقلب بحر العمل وقال سهل الوسوسة ذكر الطبع وقال اذا كان القلب مشغولاً بالله لم يصل اليه الوسواس بحال وقال عبد العزيز المكى يوسوس فى فواد العامة وقلوب الخواص لو دنا منها بالميسر لاحترق صدق الشيخ فميا قال ولكن فى سر السر وغيب الغيب ونور النور سنا السنا ولطلف اللطف وشهود الشهود ودنو الدنو ووصال الوصال وبقاء البقاء وعيان العاين يكون قلوب العارفين الموحدين والمحبين والمريدين والمؤمنين فى قبض العزة منقلبة بين اصابع الصفة التى هى انوار ازال الازال واباد الاباد طالبه يوصل الوصل وعرفان العرفان وحقيقة الحقيقة كالفراش حول الشمع كمال شروقها الاحتارق بنيرانه كذلك قلوبهم محترقة هناك بنين ان الكبرياء فانية فى سطوات الجلال باقية بسبحات الجمال----- عن ذل الحجاب مهروسة عن طريان العذاب كيف يخللها قتام الوسواس فهو اجس النفس وحديث الناس سبحان من صافهم بصفاته عن كل كدور وبراهم بقدسه عن كل علة الوسواس فى الصدور والقلوب فى الحضور والنور والسرور كيف يصل حركات الانسانية الى من استغرق فى بحار الوحدانية لا باس بان طوى على الصدور وسواس وهو اجس من محل الامتحان فان الارواح فى يمين الرحمن والقلوب بين صبعين من اصابع الرحمن والحمد لله الذى رد امره الى الوسوسة الا ترى كيف شكى عند خواص الحصابة الى حبيب الله وصفيه صولات الله وسلامه منقلبة فقالوا انا نجد فى انفسنا ما يتعاظم احدنا ان نتكلم به فقال او قد وجدتموه قالوا نعم قال ذلك صريح الايمان وقال ابو عمرو والبخارى اصل الوسوسة نتيجتها من عشرة اشياء اولها الحرص فقاتله بالتوكل والقناعة والثانية الامل فاكسره بمناجاة الاجل والثالثة التمتع بشهوات الدنيا فقاتله بزوال النعمة وطول الحساب والرابعة الحسد فاكسره برؤية العدل والخامسة البلاء فاكسره برؤية المنة والعوافى والسادسة الكبرى فاكسره بالتواضع والسابعة لاستخفاف بحرصة المؤمنين افكسره بتعظيم حرمتهم والثامنة حب الدنيا والمحمدة من الناس فاكسره بالاخلاص والتاسعة طلب العلو والرفعة فاكسره بالخشوع والعاشرة المنع وبالبخل فاكسره بالجود والسخا والحمد لله حمد الانقطاع له ولا انتهاء والصلاوة والسلام على سيد الرسل وخاتم الانبياء وعلى الله وصحبه وسائر الاولياء ما دامت الارض والسماء.