التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ يَٰأَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ
١١
-يوسف

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَىٰ يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ } بين الله سبحانه محل امتحانه بان لم ينج منه احد حتى الانبياء لئلا يامن من مكره فان كيده متين وهم فى ذلك ما بلغوا مقام النبوة ولكن عجبت من شان قهر الله سبحانه كيف عير فطرة المعروفين فى ديوان الازل بالولاية والرسالة يفعل الله ما يشاء ويحكم ما يريد وذلك منه تعالى عذر للمذنبين جميعا وبين ان مكان الصدق يخطر عليه افات النفس والحسد والخدعة بقوله لا تامنا على يوسف وانا له لناصحون وهم كانوا يعرفون موضع الخطا فى نفوسهم من اضمار ايذاء يوسف سبحان من حجبهم من نفسه فكدر عليهم مشارب الصفاء والمودة وحجبهم عن العلم بفراسة ابيهم حيث عرفه الله مكائد نفوسهم قال بعضهم لم يكن يا منهم عليه لما كان يرى من فراسة النبوة فى شواهدهم من اضما رالحسد والبغضاء.