التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّآ إِذَاً لَّخَاسِرُونَ
١٤
فَلَمَّا ذَهَبُواْ بِهِ وَأَجْمَعُوۤاْ أَن يَجْعَلُوهُ فِي غَيَٰبَتِ ٱلْجُبِّ وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَـٰذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ
١٥
-يوسف

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { قَالُواْ لَئِنْ أَكَلَهُ ٱلذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ } لما راى يعقوب ان حاب التقدير لا تنصر وان تواتر البلاء لا ينقطع وان عساكر الغيرة لا يمتنع ارسله معهم وذهب مع سيول بحر القهريات مريد المرادة وكيف تدفع تقدير الازل قوة العصبة وعلة التدبير وربما نفى نظر التوحيد فى بعض الوسائط فى بعض الاوقات فقطع الله ذلك حتى لا يستمسك غريق بحر المعرفة من قبلهم فالقوة فى الجب ثم لما ارسل بنيامين قال الله خير حافظا حفظه ورده الى يوسف وردهم جميعا الى يعقوب كذا حال من اعتمد على ربه ومن اعتمد على غيره ولما وقع يوسف فى بحر الامتحان وعجز فى ايدى الاخوان وذاق طعم جفائهم رفع عروس الغيب راسه عن بحر البلاء لتسلية قلب يوسف بالولاء بقوله { وَأَوْحَيْنَآ إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هَـٰذَا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ } لتنبئنهم بانباء الازلية ومناطق الربوبيّة بلسان النبوة ما غاب عنهم وما عملوا وفعلوا وصنعوا حين نبلغك الى رتبة الاعلى من النبوة الرسالة والتمكين والاستقامة وهكذا كمال التسلية الله سبحانه صديقه فى ابتلائه وقال الاستاد الاشارة فيه انه لما خل به البلوى عجلنا له تعريف ما ذكر من البشرى ليكون محمولا بالتعريف فى عين ما هو محتمل له من البلاء العنيف ويقال ان انقطع عن يوسف مراعاة ابيه اياه حصل له الوحى من قبل مولاه قوله.