التفاسير

< >
عرض

قَالُوۤاْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَّكَاناً وَٱللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ
٧٧
-يوسف

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { قَالُوۤاْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ } نسبوا السرقة الى يوسف لكن فرق بين السرقة والسراق فسرق بعضهم قماشة الظاهرة يوسف سرق بنرجس عينه المخمور به وورد خده المصبوغ بصبغ الله قلوب العالمين ولكن شتان بين سارق وسارق صدقوا فى نسبة يوسف الى السرقة ولكن لم عرفوا مسروقه لباب الفاواد بالمحبة وصميم الاسرار بالشوق والعشق والالفة انشد الشبلى

لها فى طرفها لحظات سحر تميت بها وتحيى من تريد
وتسبى العالمين بمقلتيها كان العالمين لها عبيد

مفهوم خطاب الاية بقوله ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل ان بقايا النفوس باقية فى قلوبهم فى حقد الطبيعة فى يوسف بما بدت من افواههم ظاهرا وانظر الى تمكن يوسف واناته حيث لا يجازيهم ولا يظهر عليهم الجواب مع علمه بانه ماخوذ بجزاء قوله انكم لسارقون وهكذا شان المعصومين عن الجرايم يوذيهم الله عند كل فلته من السنتهم ومن حكمة الله سبحانه انه اعزا يوسف الى قوله انكم لسارقون حتى يكون شريكا لهم فيما بدا منهم له وقال الاستاد كان بنيامين برء مما رمى به من السرقة فانطلقهم الله حتى رموا يوسف بالسرقة واحدا بواحد ليعلم العالمون ان الجزاء واجب.