التفاسير

< >
عرض

أَنَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَٱحْتَمَلَ ٱلسَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي ٱلنَّارِ ٱبْتِغَآءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ وَٱلْبَاطِلَ فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي ٱلأَرْضِ كَذٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ
١٧
-الرعد

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { أَنَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَٱحْتَمَلَ ٱلسَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً } شبه الله سبحانه انزل الماء من السماء الى الاودية بما نزل من مياه بحار انوار ذاته وصفاته واسمائه وافعاله الى قلوب الموحدين والعارفين والصديقين والمكاشفين والمشاهدين والعاشقين والمشتاقين والمحبين والموقنين والمخلصين والمتعبدين والمريدين وكما يحتمل الاودية بضعفها وقوتها وضيقها والى الادمغة فيسيل ذلك العرق على اودية العيون وصحارى الوجوه فما اطيب ذلك العرق وبالها من طيبه ولذته كما قيل كل جمرة من انفاسهم قدحت وكل ماء فمن عين لهم جارى ويقال ان الانوار اذا تلالات فى القلوب نعت اثار الظلمة فنور اليقين يفنى ظلمه الشك ونور العلم يفنى تهمة الجهل ونور المعرفة يمحوا اثر النكرة ونور المشاهدة يفنى اثار البشرية وانوار الجمع يفنى اثار التفرقة وعند انوار الحقائق يتلاشى اثار الحظوظ وانوار طلوع الشمس من حيث العرفان تفنى سدقة الليل من حيث === تاثير الاخبار.