التفاسير

< >
عرض

وَمَا لَنَآ أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَىٰ مَآ آذَيْتُمُونَا وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ
١٢
-إبراهيم

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَمَا لَنَآ أَلاَّ نَتَوَكَّلَ عَلَى ٱللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا } اخبر الله سبحانه عن الرسل اعترافهم فى اخر الاية الماضية بالعجز عن التصرف فى مملكته الا باذنه وعن براءتهم عن حولهم وقوتهم فى ظهور المعجزة وبين اعترافهم ايضا بعجزهم فى تحمل ايذاء قومهم ورجوعهم اليه وقال وما لنا الا نتوكل على انه بعد ان عرفنا نفسه وانوار ذاته وصفاته بانه معين اوليائه وناصر اصفيائه توكلنا عليه لمعرفتنا به وما خصنا من لطائف وجوده ومشاهدته وقد هذانا سبلنا اضاف السبل اليهم ولبس السبل لهم ولكن السبل له قالوا ذلك انبساطا اى مهد لارواحنا سبلا الى نفسه ومعرفة شانه فاذا سلكنا تلك السبل ورايناه وراء السبل وعرفنا ذاته وصفاته نتوكل عليه به لا بما قيل للحسين ما التوكل عندك قال الخمود تحت الموارد وقال حاتم الاهم فى قوله وما لنا الا نتوكل على انه وقد هدانا سبلنا قال ما لنا لا نثق بالله وقد اعطانا الاسلام والهدى قال ابو ال عباس بن عطا التوكل على التجارب خدعة والتصديق على مطاهرة الوجود لبسته قال الاستاد ما لنا الا نتوكل على الله وقد رقّانا من تكليف البرهان الى وجود روح البيان بكثرة ما افاض علينا من جميل الاحسان وكفانا من مهمات الشان