التفاسير

< >
عرض

هَـٰذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ
٥٢
-إبراهيم

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { هَـٰذَا بَلاَغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُواْ بِهِ وَلِيَعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُواْ ٱلأَلْبَابِ } هذا محل اعتبار العارفين لانهم الناس بالحقيقة ليزيد شوقهم الى جمال معروفهم وخوفهم من فراقه واجلالهم من عظمة وجهه منه ما لم يعلموا منه لانهم من معرفته بالحقيقة فى ظنونهم وقت ام رموهم فاذا عاينوه عرفوه وعرفوا جهلهم به وما كان من تقصيرهم فى معرفته وعبوديته وذلك حين وقعوا فى بحر توحيده ورؤية وحدانيته بقوله هو اله واحد وما وصفنا من فنائهم فى بقائه وبقائهم فى بقائه ببقائه لا بتذكر فيه الا البّاء الحقيقية وعلماء المعرفة وعشاق المشاهدة وامناء خزائن المملكة قال جعفر فى قوله هذا بلاغ للناس ولينذروا به موعظة للخلق وانذرار لهم ليجتنبوا قرناء السوء ومجالسة المخالفين فان القلوب اذا تعودت مجالسة الاضداد تنكس وتنتكس قال بعضهم كشف للخلق ما ندبوا له وامروا به وجعل ذلك اعذارا اليهم وانذارا لهم.