التفاسير

< >
عرض

فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ
٩٢
عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
٩٣
-الحجر

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } لا يحتاج الحق الى السوال عما عمل اهل معرفته لكن يعرفهم مكان الخطرات واعوجاج الهمم وميلان الطبيعة ودقائق النفس والشيطان حتى يكونوا مذابين من حيائه فى بحر الخجل من صولة العظمة وايضا اراد ان يواسيهم بما قاسوا من آلام المشقة والمجاهدة كيف يخلصوا من مكان الامتحان فيقول كيف انتم عبادى فى معالمى ومناجزتى ومشقة امتحانى حتى يقولوا بلسان الاضطرار والشوق الى لقائه ومقاساتهم داء الفراق هذا البيت

عندك لا تسال عن


قال الواسطى يطالب الانبياء والاولياء بمثاقيل الذر لسمّوا رتبتهم ولا يطالب العامة بذلك لبعدهم عن مصادر السر قال الواسطى غفلة العامة من المسئول عنها اهل الحقائق من حركات الاطراف وخطرات القلب وهواجس السر وقال الجنيد لنسألن اهل الحقائق عن تصحيح ما اظهروا للناس من الدعاوى وتحقيقها وبلغنى ان بعض المشائخ قال لبعض المريدين اياك وهذه الدعاوى فان لله سائلك عنها فقا لالمريد لو علمت ان الله يكلمنى فى القيامة او يسألنى عن هذا لما كان منى فى طول عمرى الا هذا وانا ممن يصلح لمخاطبة الحق وللوقوف بين يديه وسقط فمات.