التفاسير

< >
عرض

وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ
١٥
-النحل

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَأَلْقَىٰ فِي ٱلأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ } لما اشرقت ارض القلوب بانوار عظمة الآزال والاباد سنا سبحات الذات والصفات وتزلزلت واهتزت وكادت ان ترتفع فى هواء الهوية فالقى الحق سبحانه رواسى علومه الغيبية ومعارفه السرمدية حتى لا تطير باشباحها وارواحها وارباب هذه القلوب رواسى الاكوان والحدثان ولولاهم لطار الاكوان فى الغيب وغيب الغيب ثم وصف ارض القلوب كيف اجرى فيها انهار المعرفة والمكاشفة والمحبة والشوق والعشق والحكمة والفطنة واوضح فيها سبلا للارواح والعقول والاسرار منها الى الحق وتلك السبل بلا نهاية لان الطرق الى الله غير متناهية لانه تعالى غير متناه فبعض سبلها للعقول الى انوار الايات وبعض سبلها للارواح الى انوار الصفات وبعض سبلها للاسرار الى انوار الذات وان الله سبحانه يظهر بجلاله وجماله فى تلك السبل لاسراره القلوب كشفا وعيانا ولولا ذلك الكشوف والظهور لم يهتد الارواح والعقول والاسرار اليه قال تعالى لعلكم تهتدون اى تهتدون به اليه ثم زاد سبب العرفان بان يريهم علامات مشاهدته من لوائح كشف الملكوت وانجم الجبروت.