التفاسير

< >
عرض

إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ وَمَا لَهُمْ مِّن نَّاصِرِينَ
٣٧
-النحل

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { إِن تَحْرِصْ عَلَىٰ هُدَاهُمْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ } بين سبحانه جلال كرم حبيبه وشفقته على خلقه محبة لدينه ونظاما لعبوديته ثم فان لا يضيق صدرك لاجل من اغويته فى الازل عن طريقك فانك لا تهديه فان من طرده سابقة ارادته الازلية لا يقدر الحدثان حسم باب الطرد عليه فان لعبودية من خلقه يتعلق بتخصيص من خصه بمعرفته والبسه لباس عبوديته ومن البسه لباس قهره فانت لا تقدر ان تنزع ذلك عنه فان جريان امر القدم لا يدفعه الا القدم وانما بعثت الرسل لبيان الشريعة ووضوح الطريقة لا لشركتهم فى الهداية قال الواسطى السعادة والشقاوة والهدى والضلالة جرت فى الازل بما لا تبديل فيها ولا تحويل وانما يظهر فى الاوقات رسما على الاجسام والهياكل لا صنع فيها لاحد وليس يقدر عليها خلق بل هى ارادة جرت فى الازل بعلم سابق قصرت عنه ايدى الانبياء والسن الاولياء بقوله ان الله لا يهدى من يضل وتصديق ما ذكرنا وما اشار اليه.