التفاسير

< >
عرض

أَوَلَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّؤُاْ ظِلاَلُهُ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَٱلْشَّمَآئِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ
٤٨
-النحل

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { أَوَ لَمْ يَرَوْاْ إِلَىٰ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلاَلُهُ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَٱلْشَّمَآئِلِ سُجَّداً } بيّن الله سبحانه جهالة المتكبرين والمستكبرين عن خدمته بانهم لا يرون ظلالهم بالغدو والاصال كيف يسجد لخالقهم ولو كانوا على محل العقل والايمان والمعرفة لتنبهوا وتعرّفوا مكان جهلهم بالله وبعبوديته فان جميع الموجودات حتى الجمادات تسجد لصانعها من جهة وقوع نور العظمة عليها فهى داخرة صاغرة فى انوار تجلى عظمته لها كما قال عليه السّلام اذا تجلى الحق لشئ خشع له وفيه بيان ان كل موضع فيه نفس الامارة الشيطانية هناك استكبار او تكبر الا من عرف الحق بالحق بعدما راى الحق بالحق قال بعضهم ما خلق الله شيئا من الجماد والحيوان ينازع صانعه وخالقه الا الانسان فانه ابدا يدعى لنفسه ما ليس له من قدرة وعلم ويثبت على الوحدانية وللفردانية بادعاء الاهل له والولد جل وعز ويتكبر فى الاذعان والخضوع لذلك قولا الله اولم يروا الى ما خلق الله من شئ.