التفاسير

< >
عرض

أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً
٥٧
-الإسراء

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ } رد الله بهذه الآية رغام التغيير على انوف المبطلين الذين يشيرون الى غيره بالعبودية من الملائكة والانبياء مثل عيسى وعزيز وبعض من مومنى الجن وهؤلاء الذين يشيرون اليهم الظلمة بانهم معبودون فانهم على باب كبرياء الاول يعجزون تحت انوار عظمته حتى يصيروا فى حد الفناء من عظمة الله وجلاله يطلبون وسيلة قربه من الله تشفعهم عنده لانهم يخافون من سلطان قهره ويطمعون الى كشف جماله بقوله { وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ } واخص الوسيلة كرمه القديم واحسانه العميم ثم بعد ذلك اقرب الوسيلة اليه من كان معرفته به اكثر وخوفه منه اوفر ومقام الوسلة مقام الشفاعة وتلك خاصته لمحمد صلى الله عليه وسلم وهى المقام المحمود وكل شفاعة منه تنشعب الى غيره وهو اقرب الوسائل الى الله كان الكل يجعلونه وسيلة الى الله الانبياء والملائكة وغيرهم ووصف الله طلاب هذه الوسيلة بالخوف والرجاء والخوف صدر من انوار عظمته والرجاء صدر من انوار جماله فالصادق يطير الى الحق ييحتاج نور الجمال والجلال وهما وسيلتاه منه له اليه يقربانه من الله فينظر الى الجلال فيفنى وينظر الى الجمال فيبقى وبهما نظام العبودية وعرفان الربوبية قال سهل الرجاء والخوف زمامان على الانسان فاذا استويا قام له احواله واذا ارجح اهدهما بطل الآخر الا ترى النبى صلى الله عليه وسلم يقول لو وزن رجاء المؤمن وخوفه لاعتدلا قال بعضهم رجاء الرحمة هو طلب الوصول الى الرحيم وخوف العذاب هو الاستعاذة من قطعه فلا عذاب اشد من ذلك سهل رجاء الرحمة فى الظاهر الجنة وفى الحقيقة حسن المعرفة بالله.