التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلْضُّرُّ فِي ٱلْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ كَفُوراً
٦٧
-الإسراء

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلْضُّرُّ فِي ٱلْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ } اشارة الحقيقة مع العارف اذا وقع فى بحر الديمومية والازلية واستغرق فى طوفان الاولية وفنى فى سطوات الالوهية تبرأ ممّا له من الكرامات والولايات والفراسات والمقامات والحالات والمكاشفات والمعارف ودعاوى الاتحاد والاتصاف ويلتجئ منه اليه فلما خرج من تلك الاحوال الرفيعة الى مقاماته الشريفة رجع الى رؤية الاحوال والمقامات فيدعى ما كان مدعيا من معرفة الالوهية وهكذا حال من خرج من عنده الاسد اذا كان فى اجمة لكن تفحص حاله عند الاسد { فَلَمَّا نَجَّاكُمْ إِلَى ٱلْبَرِّ أَعْرَضْتُمْ وَكَانَ ٱلإِنْسَانُ كَفُوراً } واذا رجعنا الى حال العبودية فان صدق المعرفة هناك الاستقامة فيها والتساوى فى روية النعماء والبلوى قال ابن عطا ليس نجا لص لله من لا يكون فى حاله الرجاء مع الله كحال الشدة ومن يلتجئ الى غيره فى احوال الشدائد وهو من العبيد السّوء الذى لا يقومه الا الادب.