التفاسير

< >
عرض

إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ ٱلْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً
٧
-الإسراء

عرائس البيان في حقائق القرآن

قوله تعالى { إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ } شكى الله سبحانه عن العباد بانهم يعملون بالاعواض لحظ نفوسهم لا لحقيقة العبودية التى وجبت عليهم فى الازل لحق الربوبية التى هى مستحقة لها فمن عمل للنجاة عمل لنفسه ومن عمل لغير هذه العلل وقام على شرط العبودية بنعت اسقاط رؤية الاعواض وكل علة على وصف الخجل والحياء والفناء فقد عمل لله ولكن اعماله راجعة اليه بسببين احدهما ان عبودية الخليقة لا يليق بالازلية والاخر انه منزه عن عبودية الخلق وعصيانهم لانه قائم بنفسه ليس له انس بطاعة المطيعين ولا وحشة بمعصية العاصين قال تعالى ان الله لغنى عن العالمين وفيه نكتة عجبية اى ان شاهدتم مشاهدتى شاهدتم لحظوظ انفسكم لا لحق شهودى وان شاهدتم مشاهدتى كما ينبغى وفنيت مشاهدتكم فنيتم فى مشاهدتكم فى مشاهدتى لان سطوات العظمة مهلك كل شاهد من شهوده قال ابو سليمان === العمال فى الدنيا يعملون على وجوه كل فيه يطلب حظه فجاهل عمل على الغفلة وعامل عمل على العادة ومتوكل عمل على الفراغة وزاهد عمل على الحلاوة وخائف عمل على الرهبة وصديق عمل على المحبة وعمال الله اقل من القليل.