التفاسير

< >
عرض

فَٱذْكُرُونِيۤ أَذْكُرْكُمْ وَٱشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ
١٥٢
-البقرة

عرائس البيان في حقائق القرآن

اى فاذكرونى بلسان الاسرار ذكركم بكشف الانوار واشكروا بخالص العبوديّة ولا تكفرو في بدراك المعرفة وايضاً فاذكرونى بالاعراض عن الكون اذكركم بارتفاع ----- ببذل الاشباح ولا تكفرو في بتعذيب الارواح وايضاً فاذكرونى في زمان الغفلة اذكركم فانزال الروح وشكروا بقصد القربة ولا تكفونى بمساوى البشرية وايضاً فاذكرونى برؤية ذكرى لكم في الازلة قبل ذكركم لى ذكر نفسى لكم كما ينبغى لى لانكم لا تطيعون ان تذكرونى بحقيقة الذات والصفات وكيف يذكر الحدث صفات القدم والالسنة عن وصف ثنائه خرسة والعيون عن ادراك جماله منظمسة والاسرار عن البلوغ الى كنه عظمته فانية واشكر والى بتعريف العجز عن اداء الشكر ولا تكفرونى برؤية ذكركم لى لان ذكركم لى واجبٌ خفى كمفركم وقال الواسطىُّ حقيقة الذكر الاعراض عن الذكر ونساينه والقيام بالمذكور وقال بعض العراقين في قوله فاذكرونى اذكركم قال سريع الحق يحتمل به الموارد وهو ذكره اياك ولولا ذكره ايك ما ذكرته وقيل اذكرونى يجهدكم وطاقتكم لاقرن ذكركم بذكرى فيتحقق لكم الذكر يسمّون حقيقة الذكران ينسى كل شئ سوى مذكوره لاستغراقه فيه فتكون اوقاته كلها ذكروا نشده لالانى انساك اكثر ذاك ولكن بذاك يجرى لسانى وقال بعض البغديين الذكر عقوبة لانه طرد الغفلة وما لم تكن غفلة فما معنى الذكر وقال بعض المتاخرين من اهل خراسان كيف يذكر احق بعقول مصنوعة اوهام مطبوعة وكيف يذكر بالزمان من كان قبل الزمان على ما هو به اذا لحق سبق كل مذكور وقيل فاذكرونى على الدوام يطمئن قلوبكم لانه يذكر الله تظمئن القلوب وقال بعضهم اتم الذكران تشهد ذكر المكور لك بدوام ذكرك قال الله تعالى فاذكرونى ذكركم قال ابن عطاء اذكرونى من حيث انا اذكركم من حيث انا ولا تذكرونى من حيث انتم فتقطع دونى ذكركم وقال بعضهم اذكرونى بتوحيد اذكركم بلقائى واذكرونى بطاعتى اذكركم بالدرجات واذكرونى بالتوبة اذكرككم بالمحبة واذكرونى بالنعمة اذكركم بالمزيد عندكم اذكرونى في فاراحكم اذكركم في همومكم وقال بعض ان الذاكرين على مراتب قوم ذكروا الله بالنسة ناطقة وقولب عارفة حتى وجدوا حلاوة الذكر وقوم ذكروا الله بافعال مخلصة وطاعات مرضية حتى نسوا انفهسم لوصولهم الى ما طارت اليه قلوبهم وقوم ذكروا الله بحالاتهم حتى وقفوا في بحار اليحاء لانهم نظروا الى ذكر الملى اياهم في الازل وبقاء ذكره عليهم الى الابد فوجدوا ذكرهم بين ذكرين عظمتين فذا ابو حياء فصار الذكر عندهم هباء.