التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِ فَمَنْ حَجَّ ٱلْبَيْتَ أَوِ ٱعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ ٱللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ
١٥٨
-البقرة

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ إِنَّ ٱلصَّفَا وَٱلْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ ٱللَّهِ } الصفا المروة مخصوصات بانوار الجلى لقوله عليه السلام جاء الله من سينا واستعلن يساغير واشرق من جبال فاران وهما ملتبسان بصفاء اشراق شمس العزة ومن صعد اليهما فينبغى ان يرى فيهما ضياء لباس القدرة مستغرقا في نور المشاهدة وتقدس بنظره اليهما عن دورات البشرية ويظهر فيه الاخلاق المحمودة بنعت صفاء المعرفة وايضا ذكر الصفا والمروة اشرة الا سرادق الملكوت والجبتروت لان الصفا والمروة حجابات لمكة ومكة حجاب الحرم والحرم حجاب البيت هكذا سرادق الحضرة وايضا جبل الصفا مصعد العراقيين لاجل تصفية الاروح بنور المعرفة طلبا المشاهدة وجبل المروة مدرج الزاهدين لتزكية الاشباح مبدامع الندم سعيا في طلب معاملة الاخرة وطمعا للجزاء والمثوبة وايضا الصفا اشارة الى الزل والمروة اشارة الى الابد لانهما من شعائر الله تعالى وايضا الصفا هو الروح والمروة هى القلب وقيل ان من صعد الصفا ومل يصف سره لله لم يتبين عليه من شعائر الحج شئ ومن صعد المروة ولم يتراى له حقائق المغيبات لم يظهر له من شعائر الحق شئ وقيل ان الصفا موضع المضافاة مع الحق من لم يجرد لمضافات الحق معه فليعلم تضيع ايماه وسعيه في حجة وروى الشيخ ابو عبد الرحمن السلمىرحمه الله قال سمعت منصور بن عبد الله يقول سمعت ابا القاسم يقل سمعت ابا جعفر يقول عن على بن موسى الرضا عن ابيه عن جعفر قال الصفا الروح لصفائها عن درن المخالفات والمروة النفس لاستعمالها المروة في القيام بخدمة سيدها وقال الصفا صفا والمروة مروة العارف.