التفاسير

< >
عرض

أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ ٱلصِّيَامِ ٱلرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَٱلآنَ بَٰشِرُوهُنَّ وَٱبْتَغُواْ مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَكُمْ وَكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ ٱلْخَيْطُ ٱلأَبْيَضُ مِنَ ٱلْخَيْطِ ٱلأَسْوَدِ مِنَ ٱلْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ ٱلصِّيَامَ إِلَى ٱلَّليْلِ وَلاَ تُبَٰشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَٰكِفُونَ فِي ٱلْمَسَٰجِدِ تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ ءَايَٰتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ
١٨٧
-البقرة

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ عَلِمَ ٱللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ } بترك مجاهدتها وتعليمها سرار الادب والوقوف على ماردها واستماع كلامها على شرط التقبل منها والصبر على انطلاقها عن رق العبودية واقتحهامها فى نيران الشهوة وقال ابن عطاء خيانة النفس الوقوف معها حيث ما وقعت { وَلاَ تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي ٱلْمَسَاجِدِ } اى اذا عكفتم في مساجد القرية لطلب المشاهدة فلا تميلوا الى حظوظ البشرية وهذا من احسن الادب ورد من الله تعالى ادب اولياءه في مجالستهم حضرته وايضا الاعتكاف وقوف الارواح على بساط الفردانية لاشتغالها عن الحدوثية بنعت فنائها فى انوار الازلية وقال الواسطى الاعتكاف حبس النفس وذم الجوارح ومراعات الوقت ثم اينما كنت وان معتكف وقال بعضهم اهل الصفوة معتكفون باسرارهم عن الحى لا يوثر عليهم من جريان الحوادث شئ لاستغراقهم في المشاهدة { تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا } فلا تقربوا حدود الحقائق الا بشرط ادابها بنعت المعرفة وحسن حقيقة الادب وايضا رشم الحق احكام الربوبية حدود في مقام العبودية ليحجز العباد بها عن هتك استار القربة لان فى بداية الحدود اسرار العبودية وفى نهياتها اسرار الربوبية منع الخلق بها عن الاطلاع على اسرارا الازلية لبقاء الاحكام والشرعية { كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ } اظهر سر القدم بوصف الجبروت في النعوت والايات لعل عباده يبصرون بسط سطوات عظمته ويخافون من عقوبته ويتركون اصواف البشرة فى ديوان الحقيقة.