التفاسير

< >
عرض

وَأَنْفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ
١٩٥
-البقرة

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ وَأَنْفِقُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى ٱلتَّهْلُكَةِ } الانقاق على ثلثة احوال نفقة الزاهدين ونفقة المحبين ونفقة العارفين اما نفقة الزاهدين بترك جميع الدنيا مع لذاتها لاهلها حتى استمتع بها الانام وبذل نفوسهم لله فى ايام الله واما نفقة المحبيين فاعطاء ما نالوا من الحق لاهل الحق وما نقة العارفين فبذل الارواح فى مقام الفناء من وجدان غيرة الحق فى اسرارهم امرهم الله تعالى بالاعراض عن الكون مع استطابه احوالهم بلذائذ المحبة والدخول فى مقام الاحسان الان الاحسان اعلى المراتب من رتبة اهل المشاهدة اعلمهم الله تعالى ان لا ينالوا حقيقة المشاهدة الا ببذل حيوتهم لاهل خالصة الحق واخبران مقام الاحسان مقرون بالمحبة لاجل ذلك قال تعالى { وَأَحْسِنُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ } ومن فاته الاحسان احتجب عن المشاهدة وهلك فى قبضة بطش النفس متحير فى هاوية هواها مصروعة فى ورطه هوساتها.