التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ وَٱسْتَغْفِرُواْ ٱللَّهَ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
١٩٩
-البقرة

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ ٱلنَّاسُ } اى اذا بلغتم مقام مشاهدة المذكور بعد احتراقكم بانوار ذركه اشتغلوا بما يشتغل العوام من رسم العبادات لكى لا تفنوا فى بحار الوجد { وَٱسْتَغْفِرُواْ ٱللَّهَ } من فترتكم عن الاحوال واشغالكم بالاعمال { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } تقصيركم فيما وجب عليكم حق معرفته { رَّحِيمٌ } عليكم بان يردكم الى حالاتكم ومقاماتكم وقال ابن عطاء اذا عمرتم بواطنكم بذكرى واستغفرتم الوسع فيه فارجعوا الى ما رجع اليه العوام من القيام برسوم العبودية واستغفروا عن اشتغالكم بغيره ان الله غفوره للمطعين تقصيرهم في طاعاتهم رحيم بالعاصين ان يردهم برحمته الى بابه وقال الاستاد ابو القسم القشيرى الاشارة فيه ان لا تعلم نفسك بما تمتاز اشكالك فى الظاهر لا بلبسه ولا بخرقه وصبغة بل يكون كواحد من الناس واذا خطر ببالك انك فعلت شيئا اوبك اولئك او منك شئ فاستغفر اله عز وجل جدد ايمانك فانه شرك خفى خامر قلبك.