التفاسير

< >
عرض

وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالُواْ رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ
٢٥٠
فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ وَآتَاهُ ٱللَّهُ ٱلْمُلْكَ وَٱلْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَآءُ وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ ٱلأَرْضُ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ
٢٥١
-البقرة

عرائس البيان في حقائق القرآن

{ وَلَمَّا بَرَزُواْ لِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ } اى برز الروح وجندها للشيطان وجنده { قَالُواْ } اى الذى عانيوا بنور الايمان جمال الشاهدة { رَبَّنَآ أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً } اى احبسنا بذلة المحبة حتى يقف فى بساط الحرمة ويشرب مرارة المحنة بجمال المشاهدة { وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا } فى صدمة القهر { وَٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ } على الشيطان وجنده { فَهَزَمُوهُمْ } يعنى جند الله { بِإِذْنِ ٱللَّهِ } بالله الشيطان وجنده { وَقَتَلَ دَاوُدُ جَالُوتَ } يعنى العقل الشيطان { وَآتَاهُ ٱللَّهُ ٱلْمُلْكَ } يعنى سلطنته وولاية القلب على جميع الجنود والنفس واعوانها { وَٱلْحِكْمَةَ } يعنى المعرفة على احكام المحبة والقربة والمشاهدة قال عبد العزيز يقال داود عليه السلام رمى بثلثة احجارو فى الاشارة انه رعى بالنفس وطلب الدنيا وخلق الهوى فهزم الله جالوت والشيطان وقتل { وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَآءُ } اى من علوم الغيب حتى صارت منرفدة بالروية مشاهدة الغيب وعجائبه { وَلَوْلاَ دَفْعُ ٱللَّهِ ٱلنَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ } اى دعفه بجندود الملكوتية جنود الانسانية { لَفَسَدَتِ ٱلأَرْضُ } يعنى منظر نور الايمان والمعرفة فى صدر طلاب المشاهدة والقرية { وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } يعنى بتجلى العالم الارواح فيغلبن على النفوس الامارة والشياطين المردة وايضا يتجلى بمشاهدة القهر لعالم النفوس والشياطين حتى يسرفوا بمطامبعهم بعض حقائق القلوب من عالم الارواح وتجربوا دبوار المعقل فى ديوان الغيب قال ابو عثمن ان هذا مثل ضربه الله للدنيا واهلها يعنى النهران من اطمان اليها واكثر منها فليس من الله فى شئ ومن اعرض عنها ومقتها فهو الذى هياه لقربة الا من تناول منها مقدار ما يقيم صلبه للطاعبة وقيل فى قوله تعالى { { فَشَرِبُواْ مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِّنْهُمْ } يعنى اى فاطمان اليها الا قليلا منهم وهم الذين حفظهم الله من وساوس الشيطان لان عبادى ليس لك عليهم سلطان وقال النصر ابادى من مديده الى الحلال بحرص وشره اداه ذلك الى الشبه ومن لم يبال من الشبه حره ذلك الى الحرام النص.